ألم صامت...
ألم صامت...
نوم تاءه وبرد قارس
شتاء أنغامه حزينه
ألتوي كالحرباء بحثا عن الدفء في قلبي
أيادي باردة وأرجل جامدة
مازلت تبحث عن الدفء في قلوب البشر
ربما لو نامت فوق الحجر
فهو أحن وأرحم من قلوب البشر
أو ربما إذا إرتمت في أحضان البحر
وتفجر جسدها فوق الصخر
وإختارت نهاية حزينة للألم
وكان الحل الوحيد أمامها أن تنتحر
خالفت قوانين الحياة
لأن الحياة خالفت قوانينها
ربما كان إنتحارها بداية لألم جديد
وربما كان إختفاء روحها جريمة إنسانية
وكيف يكون جريمة وهي ضحية مجتمع
تخلى عنها وإنتهك حقوقها
وجعلها تضيع في حياة بدون طريق
تاءهة في أشعة المصير
كل ما أرادت هو بيت صغير
يحميها من هؤلاء الوحوش
وحوش على هيءة بشر
ماذا تفعل أمام رجل إسمه القدر
ربما ليست هي الوحيدة التي تتألم
ولكنها لن تتأقلم مع الألم
ولن تتعلم كيف تهزم الفشل
ما ذنبها فما فعله بها البشر
ذنب لا يغتفر
أحضان البحر التي أخدت روحها
ورمت الأمواج روحها في الصخر
روحها النقيه أصبحت تسبح
في الكون الفسيح والنجوم التي تنتشر
تخلت عن عالم البشر بدون وداع
ورسمت نهاية لأحزان بدون نهاية
مازالت شابة مازالت ملامحها راسخة
في قلبي ولن يزيلها الزمن
قاومت قسوة الحياة وقسوة الموت
خسرت وعيها ولم تعد تتذكر
أي ذكرى سعيدة
بل كل ما تتذكر هو نظرات العابرين
نظرات الشبان والشابات
في مقتبل العمر
نظرة مليءة بالشفقة والقسوة
نظرة متكبرة لشابة مسكينة
أجل
هل هذه هي حياتكم أيها البشر؟
حياة تؤمن بالمظاهر والقوة والسلطة
لم تعد تريد العيش معكم
إختارت الرحيل وإحتضان الموت الحزين
حتى الموت بكى عندما إلتقط أنفسها
وأخرجها من هذا العالم
حتى البحر شهد على سقوطها
وترسخ في ذهنه ذلك المشهد
إلتقت في طريقها إلى الحياة الجديدة
بجدتها التي كانت تشتاق إليها
وأفتقدتها
إلتقت بالنجوم والكواكب وأصبحت نجمة
نجمة تطل على عالمنا من بعيد
ولا ترانا بل الآن هي تبتسم
ربما كانت نجمة في الأرض
لكن ولا أحد كان يفهم
وعندما صعدت للسماء
اصبحت نجمة في الكون
تنير الكون بنورها الجميل...
تعليقات