ألم صامت...

ألم صامت... 
bouyki nabil

نوم تاءه وبرد قارس
شتاء أنغامه حزينه
ألتوي كالحرباء بحثا عن الدفء في قلبي
أيادي باردة وأرجل جامدة
مازلت تبحث عن الدفء في قلوب البشر
ربما لو نامت فوق الحجر
فهو أحن وأرحم من قلوب البشر
أو ربما إذا إرتمت في أحضان البحر
وتفجر جسدها فوق الصخر
وإختارت نهاية حزينة للألم
وكان الحل الوحيد أمامها أن  تنتحر
خالفت قوانين الحياة
لأن الحياة خالفت قوانينها
ربما كان إنتحارها بداية لألم جديد
وربما كان إختفاء روحها جريمة إنسانية
وكيف يكون جريمة وهي ضحية مجتمع
تخلى عنها وإنتهك حقوقها
وجعلها تضيع في حياة بدون طريق
تاءهة في أشعة المصير
كل ما أرادت هو بيت صغير
يحميها من هؤلاء الوحوش
وحوش على هيءة بشر
ماذا تفعل أمام رجل إسمه القدر
ربما ليست هي الوحيدة التي تتألم
ولكنها لن تتأقلم مع الألم
ولن تتعلم كيف تهزم الفشل
ما ذنبها فما فعله بها البشر
ذنب لا يغتفر
أحضان البحر التي أخدت روحها
ورمت الأمواج روحها في الصخر
روحها النقيه أصبحت تسبح 
في الكون الفسيح والنجوم التي تنتشر
تخلت عن عالم البشر بدون وداع
ورسمت نهاية لأحزان بدون نهاية
مازالت شابة مازالت ملامحها راسخة
في قلبي ولن يزيلها الزمن
قاومت قسوة الحياة وقسوة الموت
خسرت وعيها ولم تعد تتذكر
أي ذكرى سعيدة 
بل كل ما تتذكر هو نظرات العابرين
نظرات الشبان والشابات
في مقتبل العمر 
نظرة مليءة بالشفقة والقسوة 
نظرة متكبرة لشابة مسكينة
أجل
هل هذه هي حياتكم أيها البشر؟
حياة تؤمن بالمظاهر والقوة والسلطة
لم تعد تريد العيش معكم
إختارت الرحيل وإحتضان الموت الحزين
حتى الموت بكى عندما إلتقط أنفسها
وأخرجها من هذا العالم
حتى البحر شهد على سقوطها
وترسخ في ذهنه ذلك المشهد
إلتقت في طريقها إلى الحياة الجديدة
بجدتها التي كانت تشتاق إليها
وأفتقدتها
إلتقت بالنجوم والكواكب وأصبحت نجمة
نجمة تطل على عالمنا من بعيد
ولا ترانا بل الآن هي تبتسم
ربما كانت نجمة في الأرض
لكن ولا أحد كان يفهم 
وعندما صعدت للسماء
اصبحت نجمة في الكون
تنير الكون بنورها الجميل... 

تعليقات